الثلاثاء، 15 مارس 2011

هل أعاد التاريخ نفسه؟؟

الثورة الفرنسية ثورة فارقة في تاريخ اوروبا بل العالم لما أرسته من قيم وحقوق ظلت على مدى القرنين الاخيرين

فرنسا ماقبل الثورة كانت مثل باقي الدول الاوروبية التي تقسم المجتمع الى فئات تعلو احدها الاخرى.

كان مجتمع على شكل هرم تراتبي يوجد في قمته طبقة النبلاء والإكليروس المستفيدين من عدة امتيازات، ثم الهيئة الثالثة المشكلة من البورجوازية الناشئة المحرومة من المشاركة السياسية، وتمثل الطبقة الكادحة أسفل الهرم، وكانت تعاني من ثقل الضرائب وأعمال السخرة.

عوامل قيام الثورة
ساهم مفكرو عصر التنوير في اندلاع الثورة الفرنسية فقد انتقد مفكرو الأنوار الحكم الملكي المطلق: قاسوا الظلم وقالوا بأن ثورتهم هي لفرض العدل والمساواة. عرف القرن 15_17م بقيام حركة فكرية نشرت أفكار جديدة وانتقدت النظام القديم، ومن أهم زعمائها مونتسكيو الذي طالب بفصل السلطة وفولتير الذي انتقد التفاوت الطبقي في حين ركز جان جاك روسو على المساواة.

كان شعار الثورة عندما قامت
الحرية. الإخاء. المساواة.

دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:

المرحلة الأولى (يوليو 1789 - اغسطس 1792)، فترة الملكية الدستورية: تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس الجمعية الوطنية واحتلال سجن الباستيل، وإلغاء الحقوق الفيودالية، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.
المرحلة الثانية (اغسطس 1792 - يوليو 1794)، فترة بداية النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري حيث تم إعدام الملك وإقامة نظام جمهوري متشدد.
المرحلة الثالثة، (يوليو 1794 – نوفمبر 1799)، فترة تراجع التيار الثوري وعودة البورجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا وتحالفت مع الجيش، كما شجعت الضابط نابليون بونابارت للقيام بانقلاب عسكري ووضع حدا للثورة وإقامة نظاما ديكتاتوريا توسعيا.

بعد نجاح الثورة الفرنسية التي انهت حقبة فرنسا المملكة وبدأت عصراً جديداً لفرنسا بل لاوروبا والعالم اجمع بنشأت فرنسا الجمهورية


لم تقف الممالك الاوروبية المحيطة موقف المتفرج من الثورة وخطرها في ان تنتقل عدوى الثورة لها
في ١٧٩٢ قررت النمسا "المتمثلة بالامبراطورية الرومانية المقدسة" المملكة الاكبر في اوروبا آن ذاك وبروسيا التحرك لوأد الثورة بعد ان لجأ إليها عدد من النبلاء واقطاعيين فرنسا الذين نجوا من مقاصل الثائرين

التحرك الاوروبي لم يكن نجدةً للملكية الفرنسية بل حماية لعروشها من رياح الثورة التي باتت تعصف بعروش اوروبا عرشاً تلو الاخر
ومع فشل هذا التحرك كان هناك تحرك اخر بتحالف اخر ولكنه ايضاً فشل في وأد الثورة
وأصبحت مبادئ الثورة راسخة في فرنسا بل ان مبادئ الثورة التي وردت باعلان حقوق الانسان ١٧٨٩/٨/٢٦


بعد هذا التسلسل التاريخي الموجز لاحداث الثورة الفرنسية

والنظر للاحداث الخليجية من حولنا
نتساءل أعاد التاريخ نفسه في احداث البحرين

---------

"" ملاحظة مهمة ""
السرد التاريخي لا يعني موقف من احداث البحرين فأنا اخترت الصمت على الحديث في اجواء تعج بالطائفية
كذلك لا يعني تأييد نظام جمهوري خليجي!!

--------

بالحديث عن الثورة الفرنسية واعلان حقوق الانسان ، فان هذا الاعلان اصبح مصدراً لكثير من المواد والنصوص للعديد من الدساتير

ودستور الكويت أحد الدساتير التي اقتبست من اعلان حقوق الانسان كثير من المواد
وأهم هذه المواد وابرزها
هي المادة السادسة من الدستور الكويتي "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي, السيادة فيه للأمة مصدر
السلطات جميعا, وتكون ممارسة السيادة علي الوجه المبين بهذا الدستور"

والتي تقابلها المادة الثالثة من اعلان حقوق الانسان والمواطن
"الأمة هي مصدر كل سلطة. وكل سلطة للأفراد والجمهور من الناس لا تكون صادرة عنها تكون سلطة فاسدة."

كما ان هناك الكثير والكثير من المواد التي تجد مصدرها التاريخي في اعلان حقوق الانسان والمواطن

الأربعاء، 9 مارس 2011

شعبية الوزارة خطوات وعقبات

مع بدأ دوران عجلة الحراك السياسي بعد انقضاء التأجيل الغير دستوري للجلسات طالعتنا الكتل والتيارات السياسية في بيانات تضمنت مطالب عديدة كنوع من حل للتأزيم السياسي
وجاءت المطالب
في الجانب الدستوري
والجانب القانوني التشريعي
كما كانت هناك مطالب للاسرة وتعاملها مع الاحداث

المطالب الدستورية جاءت متناغمة بشكل جيد وهي تهدف بغالبها للسير نحو تداول السلطة من خلال رئيس شعبي للوزراء
والدعوة لهذه التعديلات الدستورية دعا اليها كل من بيان كتلة التنمية والاصلاح و المنبر الديمقراطي

الا ان بيان التنمية والاصلاح كان اكثر تعقلاً من بيان المنبر الذي قفز نحو المطالبة برئيس شعبي

فبرأيي ان الرئاسة الشعبية خطوة متقدمة جداً جداً وسوف تصتدم بعقبات كبيرة

- العقبة الواقعية
كيف يمكن اقناع الأسرة بالتخلي عن الرئاسة وهي غير مقتنع طوال خمسين عام بوزير داخلية شعبي او وزير الدفاع او الخارجية ،، حتى باتت تسمى وزارات سيادة !!

- العقبة الدستورية
كما ان الوزارة الشعبية تتطلب تعديلاً دستورياً للعديد من المواد لكي تساير مواد الدستور التغيير في دينامكية العمل السياسي جراء شعبية الوزارة،،، وهو امر صعب في هذا الوقت وامام هذه الحكومة بالتحديد وما يصعب ذلك اكثر وجود هذا المجلس!!!

اذن بما ان البيئة الحالية بيئة غير صحية لأي تعديل دستوري "برأيي" يجب ارجاء النوايا لتعديله إلي ان يتعافى المجلس من سقمه

والاكتفاء بتقويم البناء الديمقراطي من خلال حزمه تشريعات نخطو بها خطوات معقولة تؤسس شعبية الوزارة من اهمها :
- الدائرة الواحدة
- اشهار الاحزاب
- خفض سن الناخب
- قوانين الذمة وتعارض المصالح

____________

باختصار ان الدرجة الاعلى في سلم الديمقراطية تتطلب ان نخطو بالقدم اليمنى وهي الاحزاب والدائرة الواحدة ثم نخطو بالقدم الاخرى وهي الوزارة الشعبية من حزب الاغلبية لان القفز مرة واحدة للدرجة الاعلى "قد ومن الممكن" ان يسقط الدولة من سلم الديمقراطية

____________

وعي الرأي العام مهم وضروري لمثل هذه المطالبات بالتغيير
فالوعي يجب ان يسبق المطالبة وليس العكس ، أي اننا نهيئ انفسنا للتغيير قبل حدوثة لا ان نتغير فجأةً ثم نتعلم كيف نتكيف مع التغيير

ولمن يقول ان الوعي كافي للمطالبة بالتغيير لينظر للمجلس والمخرجات التي تصل إليه ولينظر لفعاليات المجتمع المدني المختطفة ،،، وليعيد النظر !!!

___________

اما بقية المطالب فهي ممتازة وواجبة كونها الاقرب للتحقيق من خلال التشريع
مثل دعم التشريعات الداعمة لاستقلال القضاء واصلاح المؤسسة القضائية ، قوانين الاعلام ،
قوانين مكافحة الفساد ، تدعيم مبدأ تكافئ الفرص ، نبذ التمييز في الوظائف العامة الا على اساس الكفاءة ،،، والكثير من القوانين التي لاتحتاج الا لجهد تشريعي بسيط نسبةً بالتعديلات الدستورية

""الدعوة لاصلاح جهاز امن الدولة والحد من "مطاطية" جرائمة بدلاً من الاندفاع لالغائه امر تمنيت ان اشتمل عليه بيان المنبر الديمقراطي